الوعد أو الانتظار

مزوز الحسين
تعد لحظات الانتظار أو الوعود في هذا الوطن الذي أصبحنا فيه غرباء من أصعب وأثقل فترات الحياة بغض النظر عما إذا كانت هذه الوعود ممتعة أو مؤلمة، لأن عند الانتظار ينطلق خيالنا يسبح في الأجواء العليا ذات الضغوط المرتفعة بعضها ينزح إلى مستويات باردة وأخرى ساخنة جافة مرورا بما هو متوقع وبما هو غير متوقع، ما هو معقول وما هو احتمالي وما هو مستحيل وهكذا. فالمجتمع المغربي ودون أن يدري يقضي أوقات طويلة في حالة من الانتظار، قد يكون انتظارا طبيعيا وقد يكون متعمدا أو لاإراديا.هناك من ينتظر شهور عديدة أمام القنصلية ليحصل على تأشيرة للهجرة إلى الخارج... وهناك من ينتظر سنوات طويلة ( يختلط فيها الواقع والخيال وينسج فيها التمنيات والآمال والتشاؤميات و تروج فيها الإشاعة و الحقيقة) قصد الإدماج قي أسلاك الوظيفة العمومية.ونحن كأطر معطلة في انتظار تسوية لملف التشغيل، حيث لا يمكن أن نتجنب التفكير حتى ولو بصورة خاطفة، هل ستكون التسوية شاملة لجميع المجموعات أو ستستفيد المجموعات التي لها أقدمية في النضال؟ ماهي عدد المناصب الوزارية المخصصة للأطر العليا؟ وعشرات أخرى من التساؤلات. كل هذا ونحن لا نزال في حالة من الانتظار، بين تخوف وتشوق، بين توجس وأمل، بين تأنيب للضمير وحسرة على فعل كان يمكن أن نفعله، وبين الإشاعة و الحقيقة. لكننا جميعا في انتظار الغد، أليس غدا لناظره قريب

0 commentaires:

إرسال تعليق

حوار الاطر العليا المعطلة